ذي قار/ 1 نيسان 2025
في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والتأكيد على تنوع التراث العراقي، زار وفد من (الاتحاد الدولي لإعلام الأقليات) مدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار وذلك يوم الثلاثاء الموافق 1 نيسان 2025 الذي يصادف احتفالات عيد الأكيتو العيد التقليدي للسنة الاشورية البابلية (( الاكيتو)) الذي يرتبط ببداية الربيع وتجديد الحياة.
ضم الوفد رئيس الإتحاد الدولي لإعلام الاقليات محمود المنديل و عدد من الاعضاء و ممثلين عن وسائل إعلامية وحقوقية تعنى بشؤون الأقليات في العراق والعالم من مختلف المكونات ، حيث اطلعوا على المعالم التاريخية لمدينة أور، بما في ذلك الزقورة الشهيرة و كما استمعوا إلى شرح مفصل عن أهمية المدينة التي تعتبر أحد أقدم المراكز الحضارية في العالم.
وأكد رئيس الوفد السيد محمود المنديل أن هذه الزيارة تهدف إلى تسليط الضوء على التنوع الثقافي والديني في العراق، ودور الأقليات في الحفاظ على الإرث الإنساني المشترك مضيفًا أن عيد الأكيتو يمثل فرصة لتذكير العالم بغنى التاريخ العراقي وحاجة الجميع لحمايته و يُعد عيد الأكيتو (أو رأس السنة البابلية) من أقدم الأعياد التي ما زالت تُحتفل بها في بلاد ما بين النهرين، حيث كان يُقام في مدينة أور تحديدًا قبل آلاف السنين. وفي السنوات الأخيرة، شهد العيد إحياءً من قبل المجتمعات المندائية والآشورية واليزيدية وكذلك من قبل مهتمي التراث في جنوب العراق.
وأعربت عضو الإتحاد السيدة ( عامرة نوح رفو ) عن أملها في أن تصبح أور وجهة عالمية للاحتفال بالأكيتو، كما كانت في العصور القديمة مشيدة بجهود الحكومية في ذي قار لاستعادة الإرث الحضاري للمنطقة.
من جهته رحب عضو مجلس محافظة ذي قار الحقوقي أحمد سليم الابراهيمي بالوفد مؤكدًا أن المحافظة تفتح أبوابها لكل المبادرات التي تعزز السلام والتعايش نظرا لدورها التاريخي و التنوع الثقافي ..
و تم خلال الزيارة إقامة الصلاة في الكنيسة الابراهيمية من قبل الآب ( ارام ناجي ) الذي أوضح خلال كلمته حول أهمية الحفاظ على التنوع الديني للبلد وكان قد و شرح مفهوم الكنيسة التي كتبت في الكتب التاريخية منذ القدم ولاتزال لحد الآن. وتم إقامة الصلاة من اجل زيارتنا للكنيسة لأرض ابراهيم.
و اوضح عضو الهيئة الادارية لمشروع المدينة السياحية في أور الفنان المسرحي (محسن خزعل) أن مشروع المدينة السياحية في أور هو مبادرة طموحة أطلقتها الحكومة العراقية لتطوير المنطقة المحيطة بمدينة أور الأثرية في محافظة ذي قار . يهدف المشروع إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية، مستفيدًا من الإرث التاريخي والحضاري للمدينة أما عن أبرز مكونات المشروع قد أكد ان المدينة السياحية تقع على بعد كيلومترين من موقع أور الأثرية،و ستشمل مركزًا لحوار الأديان، ومسجدًا، وكنيسة، في إشارة إلى التسامح والتعايش بين الأديان ،و كلية للآثار والأهوار لتعزيز البحث الأثري والتراثي ،و يشمل فنادق خمس نجوم، وبيوتًا سياحية، ومطاعم، ومسارح، ومراكز ثقافية .
الهدف من المشروع جذب السياح من داخل العراق وخارجه، خاصة بعد زيارة البابا فرنسيس للموقع في 2021، والتي سلطت الضوء على أهميته العالمية و توفير فرص عمل لأهالي المحافظة وإنعاش الاقتصاد المحلي عبر السياحة ،و تعزيز مكانة أور كعاصمة للثقافة العراقية وإبراز تراثها الحضاري و قد تم تصميم المباني بحيث لا يتجاوز ارتفاعها طابقين حتى لا تحجب الرؤية عن الزقورة الشهيرة، المعلم الأثري البارز في أور . و يعتبر المشروع خطوة لإنهاء العزلة السياحية التي عانى منها البلد لعقود ،و يسهم في الحفاظ على التراث السومري وتعريف العالم بحضارة بلاد الرافدين و يُتوقع أن يصبح الموقع وجهة دينية وسياحية كبرى، خاصةً لارتباطه بتاريخ الديانات الإبراهيمية ..
يذكر أن هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة نشاطات ينظمها الاتحاد الدولي لإعلام الأقليات وحقوق الانسان لدعم التعددية في العراق وتسويقه كبلد يجمع بين الأصالة والتنوع. وتنفيذا للسياسة الإعلامية للاقليات.